دولة عبدالرؤوف الروابدة أنشط السياسيين وأصحاب الدولة إنخراطاً في الحالة الوطنية الأردنية ومستجداتها. يستغل كل فرصة تتاح له في الفضاء الإعلامي والمنتديات والملتقيات للتحدث عن الدولة الأردنية، والهوية الوطنية الأردنية، والقيادة الأردنية ومواقفها التاريخية، وتميز النظام السياسي الأردني، والدفاع عن كل ما هو أردني ما لزم الأمر، مكرساً في سبيل ذلك جُل ثقافته وخبرته ولغته القوية وتماسك أفكاره.
لدولته حضور كبير في الحياة السياسية والإجتماعية والثقافية. وهو المسؤول المخضرم، والمتحدث الذكي الذي يُشار إليه دوماً يتقدم اليوم بكتابه أو شذراته عن تاريخ الأردن القديم والحديث والمعاصر ليفرد ما لديه مما يثري موضوع الكتاب من تجربته ومطالعاته.
كل ذلك وغيره جاء واضحاً جلياً في كتابه المقدر الموسوم بـ ( شذرات من تاريخ الأردن ). والذي يوثق بشمولية جامعه ولكن بإختصار مفيد وواضح لأهم محطات تاريخ الأردن السياسي القديم والحديث والمعاصر. يقع الكتاب في 16 فصلاً و250 صفحة من القطع المتوسط و301 صفحة مع التقديم والمقدمة والمراجع وفهارس الأعلام والبلدان وفصول الكتاب.
قرأت الكتاب بتركيز على مدى أربعة أيام. جذبني فيه سلاسة اللغة وفصاحة التعبير وموضوعية الكتابة ودقة التسلسل. ووجدته شاملاً مع مراعاة شديدة للإختصار دون تفويته كل ما هو مهم يستوجب ذكره، وهو ما تطلب صياغات مكثفة ودقيقة إستجاب لها الكتاب بمسؤولية وكفاءة. وبالنسبة لي كقارئ لكلِ من فردريك بك وسلامة الموسى وعلي المحافظة وآفي شلايم إلا أني وجدت في الكتاب ما هو جديد. ومن الجوانب المهمة في الكتاب هما الفصلان الثالث عشر ( الأردن وفلسطين) والفصل الرابع عشر عن (السلام العربي الإسرائيلي).
أنصف دولته الهاشميين قادة الثورة العربية الكبرى، والملك المؤسس، ودور الهاشميين ومواقفهم والنظام السياسي الأردني، والدولة الأردنية المعاصرة على صمودها الإعجازي وقد عمرت ما يزيد عن مئة عام رغم حروب ومغامرات الإقليم ولهيب نيرانه التي طالت العديد من الدول وأطاحت بأنظمتها وعصفت بشعوبها.
يُشهد للكتاب شموليته وموضوعيته وحسن ترتيب فصوله وجودة لغته وإختصاراته، وأهميته للمكتبة الأردنية. ويستحق بجدارة أن يكون مقرراً دراسياً لطلبة التوجيهي وطلبة الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة. وأقترح أن تُرسل نسخ منه للحكام الإداريين في جميع مواقعهم ليتم توزيعها على قادة المجتمع المحلي تعميماً للفائدة.
شكراً لدولته ومن الواجب أيضاً تقديم الشكر لمركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي الذي تولى نشر الكتاب.