المتربصون بالأردن وقيادته
د. عاكف الزعبي
19-08-2025 11:16 AM
مثلما تُعرف الدولة من حقيقة ذاتها بشرعية نظامها السياسي، وأمنها واستقرارها، وحضورها الإقليمي والدولي، ومواقفها الصائبة والحكيمة والشجاعة، وحجم ومصداقية وحكمة قيادتها. تُعرف أيضاً من حقيقة ونوعية خصومها، وفي قول مختصر قل لي من هم خصومك أقول لك من أنت.
خاصمت الأردن وقيادته أنظمة وقيادات غفله لفظتها التجربة. توزعت تاريخياً ونوعياً بين انقلابية ركبت الدبابة لتستولي على السلطة والحكم، أو قومجية ذخيرتها شعارات خادعة منعدمة الصلاحية، أو إسلاموية مثلها الأعلى العيش في زمن ما قبل 1400 عام. وهي في المجمل أنظمة وقيادات تبحث لها عن شرعية تفتقد إليها من خلال شعبويات مثيرة لحماس الجمهور، ووعود كاذبة بقدرة أصحابها على بناء الدول وتحقيق الوحدة العربية وتحرير فلسطين.
وثمة خصوم آخرون أولهم المخدوعون بالخصوم السابقين وهم كثر في مجتمعات تحكمها ثقافات عامة متواضعة. وهناك من ارتبطت مصالحهم الخاصة بهؤلاء الخصوم، والأسواء بين هؤلاء من باعوا أنفسهم وكرسوا أصواتهم وأقلامهم لمعاداة الحق وتغييب الحقيقة وخدمة جهات مشبوهة ذات اجندات خاصة وظفت بعض ثروات المنطقة وجل إعلامها لخدمة منظمات وتنظيمات متحالفة مع عاصمتين اقليميتين طامحتين وطامعتين باحثتين عن نفوذ إقليمي على حساب المصالح العربية. وقد نجحت كل منهما بالسيطرة وبضؤ اخضر امريكي على عاصمة عربية كبرى.
أعداء وخصوم انتهازيون لم يغضهم شيء أكثر من هذا الحضور السياسي الواسع للأردن والتقدير الدولي الخاص لحكمة جلالة الملك ودوره في كشف حقيقة الكيان الصهيوني وممارساته الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، ومساندة أهلنا في غزة بكل ما أوتي من قوة سياسياً ودبلوماسياً وكسراً للحصار الغذائي والصحي عليهم، فيصعدون هجومهم البائس واللا أخلاقي ضد المواقف الأردنية مجردين كل أسلحتهم لسرقة الإنجاز الأردني الذي لا يخدم مصالحهم وأجندات أسيادهم .
الأردن قيادة وشعباً بين ربعه وجماعته هو على الدوام شاب نشمي، أبيض الوجه، متصالح مع نفسه ، عروبي في دوره، صادق في مواقفه، ملتزم ومنسجم في أدائه الوطني والقومي، متسامح في طبعه، مترفع في خلقه. هكذا هو منذ بدأ، وهكذا هو اليوم، وسوف يبقى كذلك.