facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مذكرات أخطر جاسوسة انجليزية (من 1907 – 1926) - 14


د. أحمد عويدي العبادي
05-10-2025 08:39 AM

* ماذا كتبت عن الأردن وعشائره واهميتهما

34 = رسالة عن تأسيس قوة البادية (1926) / كتبت جيرترود بِل إلى أهلها تقول:

"لقد بدأ الأمير عبد الله هذا العام خطوة جديدة نحو ترسيخ سلطته: تشكيل قوة نظامية من أبناء البدو تُعرف بـ قوة البادية. هذه القوة الصغيرة، التي يشرف عليها ضباط بريطانيون، كان الهدف منها واضحًا: جعل القبائل نفسها أداة لحماية الإمارة بدل أن تبقى مصدر قلق لها."

"في البلقاء، رأيت شبانًا من بني صخر وقد التحقوا بهذه القوة، يرتدون زيًا عسكريًا بسيطًا، لكنهم ما زالوا يحتفظون بعاداتهم البدوية: السيف على الخصر، والشماغ الأحمر على الرأس. كانوا يقولون بفخر: (نحن الآن جنود الأمير). بدا أنهم وجدوا في هذا الانضمام وسيلة للجمع بين تقاليدهم القديمة والنظام الجديد."

"أما في الجنوب، فقد التحق بعض من الحويطات أيضًا بالقوة. أحدهم قال لي: (نحن نحمي أرضنا، لكننا الآن نفعل ذلك باسم الأمير). كانت كلمات تكشف عن انتقال تدريجي من الولاء للقبيلة وحدها إلى ولاء مزدوج: للقبيلة وللدولة الناشئة."

"الضباط البريطانيون كانوا حريصين على تدريبهم، لكنهم يدركون أن روح البدو لا يمكن أن تُكسر بسهولة. قال لي أحدهم (أحد الضباط الانجليز): (نحن لا نحاول أن نغيّرهم، بل أن نستخدم شجاعتهم لمصلحة الدولة). كان ذلك توصيفًا دقيقًا لطبيعة قوة البادية."

"كتبت في دفتري: (إن قوة البادية ليست مجرد جيش صغير، بل هي خطوة سياسية عميقة. لقد أدرك الأمير أن القبائل لا يمكن تهميشها، بل يجب أن تتحول إلى عماد الدولة. وإذا نجحت هذه التجربة، فإنها ستصبح الأساس الذي تقوم عليه الإمارة كلها)."

ونواصل رسائل الجاسوسة في ملف اخر من جامعة نيو كاسل الإنجليزية

تابع رسائل الجاسوسة

الرسالة 1 (1899) – عبور البلقاء والسلط / كتبت جيرترود بِل تقول:

"غادرت دمشق في أوائل الربيع، وكان الطريق يمتد أمامنا عبر سهول خصبة تتخللها التلال. بعد مسيرة طويلة وصلنا إلى البلقاء. منظر الأرض هنا يختلف كثيرًا عن وديان سوريا، فهي أكثر اتساعًا وأقل عمرانًا، ومع ذلك يكسوها العشب الأخضر في هذا الفصل."

"في السلط توقفت بين البيوت الحجرية المتناثرة على سفح الجبل. المدينة صغيرة لكنها تبدو كأنها مركز للتجار والمسافرين. وجدت فيها سوقًا يعرض فيه الفلاحون القمح والشعير والزبيب، وكلها منتجات وفيرة من القرى المحيطة."

"كان الناس في السلط مضيافين، استقبلوني بالقهوة العربية، وجلست أستمع إلى حديثهم عن القبائل المحيطة بهم: بني صخر، والعبابيد والعدوان، وغيرهم ممن يسيطرون على المراعي. قالوا لي إن علاقتهم بالقبائل مزيج من التعاون والرهبة، فهم يحتاجونهم لحماية القوافل، لكنهم يخشون غاراتهم المفاجئة."

"من السلط تابعت رحلتي جنوبًا (أي الى جنوب الأردن)، وكان الطريق يزداد وعورة، تحيط به أودية عميقة مثل وادي الموجب. قال لي دليل محلي: (هذا الوادي يسمى أيضًا أرنون في كتب القدماء). كان جافًا في أغلبه، لكنني تخيلت كيف يتحول إلى سيل جارف في موسم المطر، فيعزل الجنوب عن الشمال."

"كتبت في دفتري: (الأردن أرض تجمع بين الخصب والجفاف، بين القرى الصغيرة والقبائل الكبيرة، وكأنها ملتقى بين عالم الزراعة وعالم الصحراء)."

2 = الرسالة 2 (1899) – الكرك وقلعتها /

"بعد أن اجتزنا وادي الموجب بصعوبة، وصلنا إلى الكرك، وهي مدينة قائمة على قمة جبل شاهق، يحيط بها وادٍ عميق يجعل الوصول إليها مرهقًا. كان الطريق المؤدي إلى القلعة صعودًا

"كان الطريق المؤدي إلى القلعة صعودًا شديد الانحدار، مررنا خلاله بأزقة ضيقة، تصطف على جانبيها بيوت حجرية قديمة. عند القمة، بدت القلعة مهيبة، جدرانها الضخمة تذكر المرء بتاريخها الطويل، من أيام المؤابيين فالصلبيين ثم المماليك. من فوق أسوارها، يطل الناظر على سهول واسعة، ويشعر أن هذه القلعة كانت بحق مفتاحًا للسيطرة على جنوب الأردن."

"في المدينة التقيت برجال من أهل الكرك، يتحدثون عن قوتها الزراعية وتجارتها. أخبروني أن أراضيهم تنتج القمح والشعير والزيتون، وأن القوافل التي تعبر من هنا إلى الحجاز أو فلسطين كانت تعتمد عليهم كمحطة رئيسة. ومع ذلك، فهم دائمًا في مواجهة مع القبائل التي تحيط بهم، تارة بالتحالف وتارة بالصراع."

"لفتني أن أهل الكرك شديدو التمسك بعاداتهم، يتحدثون بفخر عن تاريخهم وعن مقاومتهم للغزاة. أحد الشيوخ قال لي: (الكرك لم تخضع بسهولة قط). كانت كلماته معبرة عن روح المدينة، التي تبدو وكأنها تعيش دائمًا بين الحصار والمقاومة."

"كتبت في دفتري: (الكرك ليست مجرد مدينة، بل هي حصن طبيعي يختزن في حجارة قلعتها قصصًا متعاقبة عن الشعوب التي مرت بها، من المؤابيين إلى الصليبيين إلى العرب المسلمين)."

3 = الرسالة 3 (1899) – الطريق من الكرك إلى معان والبادية الجنوبية "غادرنا الكرك مع الفجر، وكان الطريق يهبط بنا عبر شعاب جبلية صخرية، حتى وصلنا إلى سهول مفتوحة تمتد جنوبًا. هذه الأرض تبدو أقل خصبًا من البلقاء، وأكثر قسوة، ومع ذلك يمر بها مسافرون وقوافل في طريقهم إلى الحجاز."

"مررنا بعدة مضارب لقبائل بدوية. كانت خيامهم السوداء منسوجة من شعر الماعز، منصوبة على تلال قاحلة. استقبلنا رجالهم بالقهوة، وأخذوا يسألون عن وجهتنا. قال لي أحدهم: (نحن من الحويطات، نحمي هذه الديار، ونعيش من إبلنا وما يرزقنا الله من تجارة المارة). بدا في كلامه مزيج من الاعتزاز بالقبيلة والوعي بأهمية موقعهم على طرق القوافل."

"اقتربت من النساء وهن يقمن بأعمال يومية: حلب النوق، نسج الشعر، ورعاية الأطفال. كانت حياتهم بسيطة، لكنهم بدوا متماسكين في مجتمع له قوانينه الخاصة. كتبت في دفتري: (البدو هم الحراس الحقيقيون للصحراء؛ من دونهم، لا يستطيع أحد أن يجتازها بأمان)."

"وصلنا إلى معان في المساء. وجدتها بلدة صغيرة لكنها عامرة بالحركة. بيوتها منخفضة مبنية من الحجر والطين، وفيها بئر ماء يستقي منه السكان والقوافل. قال لي رجل من أهلها: (معان محطة لكل قادم من الشام إلى مكة، ولولاها لانقطع السبيل). كانت كلماته صحيحة، فالمدينة تقع كالعقدة بين الشمال والجنوب."

"كتبت في يومياتي: (من السلط إلى الكرك إلى معان، يظهر الأردن كجسر بين عالمين: عالم الزراعة المستقر، وعالم البداوة الممتد في الصحراء. هنا يلتقي القرويون بالقبائل، ويتبادلون السلع، وأحيانًا السيوف)."

4 = الرسالة 4 (1899) – على طريق الحجاز: بين القرى والقبائل

"مع بزوغ الشمس غادرنا معان باتجاه الجنوب الشرقي، حيث يمتد طريق الحجاز مثل شريط طويل في قلب الصحراء. لم يكن الطريق معبَّدًا كما في بلاد الشام، بل مجرد مسار رسمته أقدام القوافل ودوابها على مر القرون. كنت أرى بين الحين والآخر آثار عربات وجِمال قديمة، كأنها تقول إن هذا السبيل قد خُط منذ أزمان بعيدة."

"التقينا في الطريق قافلة من الحجاج متجهة إلى مكة المكرمة. كانوا يبدون متعبين، ومع ذلك يشع من وجوههم نور العزيمة. حدثني أحدهم قائلاً: (هذه الأرض وعرة، لكننا نمشيها كل عام طلبًا لرضوان الله). كانت كلمات تلخص معنى الإيمان الذي يدفعهم إلى اجتياز هذه الصحاري الجرداء."

"على جانبي الطريق تنتشر مضارب للبدو، أغلبهم من الحويطات وبني عطية. وجدت أن حياتهم مرتبطة بالقوافل: يبيعون لهم التمر والسمن، ويؤمّنون لهم الحماية في مقابل أجر. قال لي أحد الشبان: (طريق الحجاز هو رزقنا، نحميه ونعيش منه). كانت هذه الجملة مفتاحًا لفهم العلاقة بين القبيلة والدولة(العثمانية) في هذه الديار."

"مررنا بقرية صغيرة قرب بئر ماء. بيوتها الطينية المتواضعة تحيط بها بساتين نخيل قليلة. شعرت بالفارق الكبير بين حياة القرية وحياة القبيلة: الأولى تقوم على الاستقرار وزراعة الأرض، والثانية على الترحال واستغلال المراعي. ومع ذلك، كان ثمة تبادل لا غنى عنه بينهما: القروي يبيع القمح والشعير، والبدوي يوفر الإبل والحماية."

"كتبت في دفتري: (طريق الحجاز ليس مجرد سبيل للحجاج، بل هو شريان حياة يربط بين القرى المستقرة والقبائل الرحل، وبين الشمال والجنوب، وبين الماضي والحاضر).

5 = الرسالة 5 (1899) – العقبة وساحل البحر الأحمر

"بعد أيام من السير على طريق الحجاز، وصلنا إلى مشارف العقبة. بدا البحر الأحمر أمامنا فجأة كلوحة زرقاء لا حدود لها، بعد أن عبرنا أراضي قاحلة لا يُرى فيها سوى الرمال والصخور. كان الوصول إلى الساحل أشبه بالخروج من عالم إلى آخر."

"مدينة العقبة صغيرة، بيوتها منخفضة، وأزقتها ضيقة، لكن الميناء يعطيها أهمية لا تضاهى. شاهدت سفنًا شراعية راسية على الشاطئ، يفرغ رجالها حمولات من التوابل والتمور والأسماك المجففة. بدا واضحًا أن العقبة هي صلة الوصل بين البر والبحر، بين القوافل القادمة من الشام والجزيرة، والتجارة القادمة من مصر واليمن."

"قابلت هناك رجالًا من قبيلة العقيلات، الذين يعملون بالتجارة بين نجد والشام ومصر. أخبروني عن رحلاتهم الطويلة عبر الصحراء، وكيف يعتمدون على شجاعتهم وخيولهم في مواجهة المخاطر. قال لي أحدهم: (نحن نعيش بين البحر والصحراء، ولا نخاف لا هذا ولا ذاك). كانت كلمات تعكس روح المغامرة التي تميزهم."

"في أطراف العقبة التقيت ببعض من الحويطات الذين يسيطرون على الطرق المؤدية شمالًا. كانوا يبدون حريصين على إظهار قوتهم أمام الغرباء، لكنهم في الوقت نفسه مضيافون يقدمون القهوة والتمر. بدا لي أنهم يرون في العقبة نقطة استراتيجية، فمن يسيطر عليها يملك مفتاح الجنوب كله."

"كتبت في دفتري: (العقبة ليست مجرد ميناء صغير على البحر الأحمر، بل هي بوابة للأردن نحو البحر، ومفتاح لموازين القوى بين القبائل والدول. من هنا يمكن فهم الصراع المستمر حولها بين القوى الإقليمية)."

انتهت (ح14) وتليها ( ح15 ) وهي استمرار نشر رسائل اخطر جاسوسة انجليزية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :