البطريرك العبسي… صوت صارخ في البرية
الاب محمد جورج شرايحه
18-10-2025 09:03 AM
في زمن الأزمات السياسية التي نعيش و التي أنتجت كوارث انسانية ومعضلات أخلاقية جما خطيرة تتشابك فيه المواقف وخاصة في الشرق الاوسط، يدوي صوت صاحب الغبطة البطريرك يوسف العبسي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، كأحد أبرز الوجوه الكنسية التي حملت همّ العروبة والإنسان في آنٍ معًا.
منذ تولّيه السدّة البطريركية، أثبت أن الكنيسة ليست بعيدة عن قضايا الوطن، بل هي في قلبها، شاهدة على الألم، وفاعلة في فضائل المحبة والإيمان والرجاء لبناء غد مشرق.
الجهود الوطنية والإنسانية
لم يكن البطريرك يوسف العبسي مجرّد راعٍ روحي، بل كان صوتاً وطنياً مدويا صادقاً داعيا دوماً إلى المصالحة والحوار ونبذ العنف، مؤمناً بأنّ سوريا هي بيت الجميع، وأنّ الحفاظ على وحدتها واستقرارها واجب مقدّس.
وفي ظلّ ما مرّت به سوريا من محن، كانت كلماته دائما تعكس إيماناً عميقاً بالإنسان السوري وقدرته على الصمود والتجدد. كما حرص غبطته على دعم المبادرات الخيرية والتعليمية التي تُعيد الأمل إلى العائلات المتضررة، وتزرع بذور الحياة في قلب الألم.
الدبلوماسية الروحية
وعلى الصعيد الدبلوماسي، حمل البطريرك العبسي رسالة الكنيسة المشرقية إلى العالم، مؤكداً في لقاءاته مع السفراء وممثلي الدول أنّ السلام هو الطريق الوحيد لمستقبل مستقر.
استقبالاته المتكرّرة لعدد من السفراء — من هنغاريا والسعودية وسواهما — تعبّر عن انفتاح الكنيسة الملكية على الحوار والتعاون الدولي، بما يخدم الإنسان السوري أولاً، ويؤكّد على أنّ الكنيسة جسـر محبة لا جدار فصل.
في كل موقف من مواقفه، يظهر البطريرك يوسف العبسي قائداً روحياً ودبلوماسياً وطنياً يجمع بين الإيمان والعمل، بين الصلاة والموقف، بين المحبة والحكمة.
هو شاهدٌ على تاريخٍ يتجدّد، ورمزٌ لنهجٍ كنسيٍّ يرى في خدمة الوطن رسالةً إيمانية لا تقلّ قداسة عن خدمة الكنيسة .