facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كورونا والموجه الثالثة " بين الطمأنينة والخوف"


الدكتور مهند النسور
27-05-2021 06:19 PM

نستطيع ان نقول وبكل ثقة اننا نجحنا نسبيا في العبور الى بر الامان من المرحلة الحرجة للوباء الى مرحلة الحرص والمتابعة لديمومة هذا الانجاز الذي تحقق من خلال تضافر كافة الجهود للمعنيين وكذلك كان للتعويل على وعي المواطن الأردني الأثر الكبير الذي كان ومنذ البداية يعكس الحرص في الالتزام بكل القرارات والتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة بخصوص وباء كوفيد-19.

لا يخفى على احد ومن خلال التجارب في مختلف بلدان العالم العديدة بأن الدخول في انتكاسات الوضع الوبائي في الدول المختلفة ودخولها في موجات وبائية مختلفة الشدة كان نتيجة لعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية والتعليمات من ذوي الاختصاص، وان التجمُعات بمختلف أنواعها الاجتماعية، السياسية، الثقافية والرياضية تشكل وبصورة مباشرة على التربة والبيئة الخصبة لتغلل العدوى وسرعة انتشار وباء كوفيد-19، وتُسهمُ بالتالي في تسريع وتيرة التحول من موجة الى موجة اخرى، واننا في الأردن الان نشهد نهاية للموجة الثانية وان مثل هذه التجمعات والدخول في حالة استرخاء وتفاؤل غير مدروسة وعدم الالتزام بتعليمات الاجراءات الوقائية والممارسات الخاطئة وعدم القُدرة على إحداث التوازن الفردي المطلوب بين المُحافظة على الوقاية الشخصية وبين الالتزام بتأدية الواجبات الحياتية والعملية قد يؤدي بنا الى الدخول في الموجة الثالثة، وهُنا نستذكر مُناسبة عيد الفطر السعيد، الذي احتفل به الشعب الأردني في ظل إجراءات حكومية مُيسرة نسبياً، بالمُقارنة مع الايام التي سبقتهُ، وخصوص عدد ساعات الحظر الجزئي، والتي تم تقليصها للتخفيف على المواطنين وتمكينهم من الاحتفال بهذه المُناسبة المُباركة، اذ ان مناسبة العيد تعتبر مُناسبةً لاجتماع أفراد العائلات المُمتدة ولم شملها عند كبير السن فيهم، وعادة في مثل هذه المناسبات يتم ممارسة العادات المكتسبة المختلفة كالمُصافحة والمُعانقة والتقارب العفوي، دون الالتزام الكافي بالإجراءات الاحترازية التي يُمارسها الافراد كما لو انهم كانوا خارج نطاق العائلة، كما وكنا قد شهدنا ايضاً في الوقت القريب ما حصل من توافد الحشود الكبيرة للمواطنين للتظاهر والتجمهُر في الساحات والأماكن العامة نصرة للأشقاء الفلسطينيين في محنتهم مع الاحتلال الصهيوني، والذي كان في معظمة دون الالتزام بالوقاية والاجراءات الاحترازية الضرورية املين ان يتم التقيد بكافة الاجراءات الاحترازية والوقائية في اي تجمع ان حدث لاي مناسبة او سبب مستقبلاً.

وأمام المشهد القادم والتوقعات المختلفة ومن جهات عدة، نجد أن هُناك ما يبعث على التفاؤل والأمل بقدوم موجه ثالثه محدودة، وان التوقع بمحدودية الموجة يكمن في عدة عوامل مُجتمعة والتي يتجلى اهمها في تجذر ورسوخ للثقافة المُكتسبة عند أفراد المُجتمع الأردني والذين كان قد أُصيب منهم اعداد كبيرة وعانوا من المرض وتبعاته، وهناك أيضاً من فقد أحد أفراد عائلته أو أحدٍ أصدقائهُ أو زملائهُ، و أن الاستمرار في برنامج التطعيم ضد كوفيد-19 واقتراب عدد من تلقوا للمطعوم من المليون ونصف مواطن وازدياد الإقبال على مراكز التطعيم، والتحول الملحوظ في النمط الرافض للمطعوم في بداية حملة التطعيم مسبباً العزوف الى النمط الايجابي الداعم للتطعيم، بالإضافة الى إصابة ما يقارب ٧٥٠ الف مُصاب وتعافيهم واكتسابهم للمناعة، وانخفاض عدد الإصابات ونسبة الفحوصات الإيجابية التي وصلت الى ما هو اقل من 5% في الاسابيع الاخيرة، كما أن التقديرات الاولية تدل على ان عدد الاشخاص الذين اصيبوا قبل اشهر خلال الموجة الاولى والثانية قد تتراوح نسبتهم بين 40%-50% من عدد السكان، كل هذه العوامل تشكل سبباً لحدوث موجة ثالثة محدودة هذا ان حدثت. وتعمل وزارة الصحة والجهات الاخرى حالياً على اجراء مسح وطني لقياس نسبة الاجسام المضادة للفيروس في المجتمع.

إن ما شهدناهُ مؤخراً من انخفاض وتراجع ملموس في عدد الاصابات والوفيات والذي انعكس ايجابيا على المُنحنى الوبائي للكوفيد -19 في المملكة، يدعونا الى التفاؤل والطمأنينة النسبية نوعاً ما، وان هذا التحسن جاء ثماراً ونتيجة لبوتقة اجراءات السلامة والوقاية التي تم العمل بها بعد اقرارها من قبل الجهات الحكومة المعنية في ادارة الأزمة وادى الى نجاح حملة التطعيم الوطنية، والذي تجلى عملها بالتنسيق التام بين كلاً من المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات ووزارة الصحة والجهات ذات العلاقة، واننا لا نستطيع ان ننكر الاستجابة الواعية للمواطنين والتزامهم في تطبيق كافة التعليمات الصادرة عن الجهات المعنية كان له الاثر الكبير في الحد من انتشار الوباء، وان ما شهدناه من تحسن في المنحنى الوبائي كان قد اعطى الحكومة المرونة والقدرة على اتخاذ قرارات مهمة لكافة اطياف الشعب الأردني والقطاعات المختلفة التي لطالما تضررت منذ اكثر من عام ونصف من الاغلاقات واجراءات الحظر وادت الى نضوب طاقات وموارد هذه القطاعات، وان اهم هذه القرارات كان بخصوص التدرج النسبي المراقب في الغاء كافة انواع الحظر وفتح القطاعات المختلفة تدريجياً وبالطاقة المعتادة وخصوصا التعليم الوجاهي في الجامعات والمدارس في بداية ايلول القادم مع الاستمرار في برنامج التطعيم كما هو مخطط له.

وختامًا وحتى ان لا نعود الى نقطة البداية في اي ازدياد لأعداد الاصابات والوفيات، لا بُد لنا من الاستمرار في التوجيه المتواصل دون كلل أو ملل في تقديم برامج التوعية والارشاد والدعوة المستمرة نحو التباعد الجسدي والنظافة الشخصية وارتداء الكمامة، والتوعية بضرورة الاسراع في الحصول على التطعيم بأسرع وقت ومراعاة توفير الأسباب والوسائل العلمية والعملية للحد من الانتشار الوبائي والدخول في موجات جديدة وكذلك ضرورة تفعيل تغليظ أوامر الدفاع وانفاذها، والاخذ بعين الاعتبار ضرورة الدفع الكامل والشامل بكافة الوسائل والأسباب المُتاحة باتجاه مرحلة التعافي، مع ضرورة اليقظة التامة والحذر المُستمر من خطر تسلل هذا الفيروس الخبيث مُجدداً من خلال أي ثغرة او خلل قد يحدُث لا قدر الله، نتيجة التساهل والتراخي في أي من الإجراءات الاحترازية التي تم ذكرها في هذا النص، ودعوانا للجميع بالسلامة والعافية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :