facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أمن الغذاء على عتبة مستقبل مقلق


د. عاكف الزعبي
26-03-2022 10:33 AM

عالم الاقتصاد الانجليزي توماس مالتوس هو أول من وضع في القرن الثامن عشر نظرية متكاملة عن السكان أدخل فيها عامل السكان في الاقتصاد ليكون العامل الرابع إلى جانب الانتاج والتوزيع والتبادل في ضوء عدم التواؤم بين الزياده في عدد السكان والزياده في كمية انتاج الغذاء .

بحسب مالتوس يزيد انتاج الغذاء بمتوالية حسابيه بينما يزيد عدد السكان بمتوالية هندسيه . وبنى على ذلك حتمية نقص الغذاء وظهور المجاعات . وإنتهى إلى القول بان من لم يستطع الحصول على الغذاء هو عبء زائد على الطبيعه لا صحن له على مائدتها ويتوجب عليه المغادره حتى أنه وجد في الحروب وسيلة لمواجهة الزيادات السكانيه .

في الاربعين سنة بين 1950 و 1990 تفاءل العالم بعامل التكنولوجيا الذي أثبت فعالية في نمو انتاج الغذاء بنسبة 3% سنوياً . لكن هذه النسبة بدأت بالتراجع منذ عام 1995 بعد إستنزاف الثروه الحيوانيه البحريه ، وتدهور المراعي ، والزياده الكبيره في الطلب على الغذاء بفعل الانفجار الاستهلاكي في الدول المتقدمه ، وبفعل الانفجار السكاني في الدول الناميه والفقيره بسبب التخلف الاجتماعي والتحسن النسبي في الرعايه الصحيه والدخول .

لقد ضعفت فعلاً قدرة التكنولوجيا على مواجهة آثار الزيادات السكانيه على وفرة الغذاء رغم استخدام الاسمده والبذور المهجنه والزراعه المحميه ونظم الري الحديثه واستخدام الاصناف المعدله جينياً ، وبعد خفض الهدر في انتاج وتسويق الغذاء بدرجة كبيره في الدول المتقدمه ، والتحسين الوراثي للابقار والاغنام ، وتقدم الخدمات البيطريه . حتى مع الزراعه الذكيه (رقمنة الزراعه) لم يعد هناك ما يؤكد القدره على مواجهة نقص الغذاء بسبب دخول التغير المناخي كتحدٍ جديد امام انتاج الغذاء واتساع الحروب والهجرات واللجوء .

الدول الناميه والفقيره هي من تتحمل مسؤولية الزياده الكبيره في السكان (90 مليون سنوياً) ، والدول المتقدمه هي التي تلوث البيئه والمناخ وتضعف الموارد الطبيعيه . وعلى كل منهما (الفقيره والناميه ، والمتقدمه) ان تقوم بمعالجة ما يخصها من اختلالات في مجال توفير الغذاء في إطار تعاوني وشراكة فعاله ذات نتائج قابله للقياس .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :