عسكر الكرامة المنية ولا الدنية
محمد حسن التل
21-03-2011 02:37 AM
هذا يوم ، ليس كباقي أيام التاريخ ، فهو يوم عز ونصر وفخار ، فقبل ثلاثة وأربعين عاماً ، سجَّل الجيش العربي (الأردني) ، سيرة ملحمة عظيمة ، خاضها ضد عدو ، لا يردعه خلق ولا إيمان ، كان يحاول أن يدنس أرض الوطن بقدمه الهمجية ، وكتب عسكرنا ، فصول هذه الملحمة ، بما هو أغلى من تبر الذهب ، بالدم الطهور ، ولقّن الدنيا درس الثبات والنصر ، وقد كان لتوه ، قد خرج من معركة ، فرضت عليه ، فظلم بها ، ظلماً كبيراً.
وعندما نادى جند الأردن ، خلف قيادتهم الهاشمية ، صبيحة يوم الكرامة ، وهم متزنرون بالشهادة (الله أكبر.. المنية ولا الدنية) ، كانت الأرض تتزلزل ، تحت أقدام الغزاة ، ساعتها ، أدرك اليهود أنهم هذه المرة ، يخوضون حرباً حقيقية ، مع جند آمنوا بربهم وقدسية معركتهم.
لم يكن العسكر الأردني يوم الكرامة ، يدافع عن الأردن فقط ، بل كان يدافع عن كل الامة ، بذات الوقت الذي كان يكرًّس فلسطين ، قضية أمة مقدسة ، دونها خرط القتاد.
النصر العربي في الكرامة ، بزنود الجيش الأردني ، يؤكد أن الأردن ، كان وسيظل ، بوابة النصر والقلعة ، المدافع عن أمته.
إننا إذ نحتفي اليوم ، بذكرى نصر الكرامة ، فإننا نتذكر شهداءنا ، الذين ما انقطعت ذكراهم في أذهاننا ، ولا غابت روائح دمائهم العطرة ، عن أنفاسنا ، هؤلاء الذين قدموا أرواحهم ، على طريق التضحية والفداء ، لوطنهم وأمتهم ، وإذ نحيي اليوم ذكرى هؤلاء العظماء ونصرهم المجيد ، فإننا نحيي قواتنا المسلحة ، القابضة على جمر الدفاع عن وطنها وأمتها ، رافعة رايات النصر خفاقة دوماً ، سياجا للوطن ودرعا متينا له.
وسيظل الأردن ، وطن الرسالات والكرامة والنصر ، على المدى.
(الدستور)