الاِرْدِن بِحِنْكَةٍ مَلَكِيَّةٍ مَهَّدَ لِأُلْفَةٍ عَرَبِيَّةٍ فِي المَصِيرِ
م. عبدالله الفاعوري
14-02-2025 05:14 PM
لقد اثبت الاردن كعادته دوره القوي والمحوري والمصيري في دعم إخوته في العروبة والاسلام في كل الاقطار ، فلم يتردد يوما عن إسناد غزة بكل السبل من تقديم المساعدات إلى دعم التوجهات والسعي الدبلوماسي الكبير لوقف العدوان. فالدور الاردني يستمر بِصِبْغَةٍ ملكية من البيت الأبيض.
جميعنا تابع هذا اللقاء على مستوى الوطن والاقليم والعالم، لقد شاهدنا صعوبة الموقف وَحَدَتُهُ والمسؤولية الكبيرة النابعة منه لحجم المتابعة الكبير له، كما لَما يحمله من رؤية لمصير غزة وأهلها وساكنيها، لكن الملك عبدالله الثاني أظهر حِنْكَةٌ دبلوماسية كبيرة وفذة بالخروج من هذا اللقاء ومسؤوليته الكبيرة التي تفوق امكانات وطننا مقارنة بالولايات المتحدة، حيث خرجنا من اللقاء بالمحافظة على الثوابت ورفض التهجير، فما تحدث منه الملك من عمان أكده بالدبلماسية في واشنطن، وكما حمل اللقاء توجيه ملكي لموقف عربي مشترك سيكون أجدر بالحديث بشأن قضية غزة وفي ذلك إشارة منه إلى اننا لن تقوم لنا قائمة وقوة وراي سديد بغير التعاضد العربي والوحدة العربية، حيث أعاد ذلك الدور العربي والموقف العربي الموعد الذي يُؤْخَذُ به إلى الواجهة.
اما في حديثنا عن مَوْجَةٌ التشكيك في معاني الحديث، فقط سَمِعْتُهُ لوحدي وَوجَدْتُهُ كلام يرفض التهجير ويتمسك بالثوابت كذلك وجدنا جميعنا عناوين الصحف في أمريكا وأوروبا وما حملته من مصطلحات تبرز رفض الملك القاطع للتهجير ، كذلك فإن الموضوع لا يحتاج لكل هذه الازمة التي حدثت فالامور واضحة ولن ندع مجالا للمتصيدين في الماء العكر للصيد في وحدتنا والتفافنا بالثوابت حول قيادتنا. إن من عادتي عند الثناء الحرص على أن يكون في مكانه؛ والملك عبدالله الثاني بهذه المقابلة ابدع وتمسك برؤية كل مواطن نحو بلده وقضيته الجوهرية القضية الفلسطينية ونحو الدعوة للوحدة العربية المنشودة. وما يؤكد ذلك أن اهل الشأن في قطاع غزة وفصائل المقاومة اشادت بموقف الملك والاردن تجاه التهجير.
وفي الختام وحدتنا وتعاضدنا ونبذنا لكل صنوف الخلاف هو قوتنا اليوم لينعكس على اقطار الوطن العربي ويحقق دورا عربي جيد وخطة عربية مناسبة تخدم قضيتنا خير خدمة وتحقق منافع لمقدساتنا، فالله من وراء القصد والمصلحة العامة للأمة ونسأل الله الخير والتوفيق والسداد .