عبدالله الشياب ووجع الغياب
علي السنيد
10-09-2025 10:44 AM
وداعاً يا اخاً من انبل الرجال، ومن اشدهم ورعاً، ويا رفيقاً مضينا معاً على قاطرة الحياة، ويا رمزاً في الصفاء، والوفاء، والنقاء، والعفة، والكرم.
وداعاً يا صاحبي الذي مضى في جنح الليل، ويا حلماً من فرط عذوبته تراءى فوق الخيال.
اليوم تنسل من بيننا على عجل، وينقضي مشوار العمر، وتغادرنا في سكينة، وخشوع، وتحل خلف الايام والليالي، وتمضي في ردهات الغيب كي تلقى وجه ربك الكريم، وتسقينا من وجع الغياب، وقد تركتنا من هول الفاجعة لا نلوي على شيء.
تغادر الدنيا مسرعاً، وتمضي الى مستقر رحمة الله، ورضوانه - ولا نزكيك على الله- والى حيث صحبة المؤمنين الذين منيت نفسك بلقائهم مراراً، وتترك مقعدك في الدنيا راضياً مرضيا.
ولقد خسرتك اخاً، ورائداً، ومبادراً في الخيرات، ومصلحاً اجتماعياً، ورجلاً عظيماً في الملمات.
وستبقى طيفاً جميلاً يحلق في ارواحنا، وذكرى ملهمة تتردد فينا ما تبقى من رحلة العمر.
عشت فارساً مقداماً لا تخشى في الحق لومة لائم، منتصراً للحق، غيوراً على الاسلام تؤلمك اوجاع فلسطين، وتدميك جراح امتك .
وحسبك انك افنيت عمرك داعياً الى الله ، محباً للخير ، تمد يديك بالعطاء.
ومضيت عزيز النفس، ابياً ، عفيفاً ، طاهراً ، نقي السريرة، شفيقاً على المساكين، شغوفاً بالخير ، ومسبحاً لا تفتر عن ذكر الله.
وقد رحلت عن الدنيا عزيزاً ، كريماً تعلو محياك ابتسامتك الساحرة.
وستذكرك ذيبان ما بقي الدهر فارساً من انبل فرسانها، وستحضر في ذاكرة مادبا ، وميادين العمل الخيري، والاسلامي، والاجتماعي، وسيظل الخير الذي زرعته في ابنائك، ومحبيك ماثلاً، وشاهداً على سجاياك العطرة.
استودعك الله يا ابا محمد ، يا صاحب القلب الابيض، والى الملتقى عند مليك مقتدر، وقد كتبت السطر الاخير من حياتك صابراً محتسباً ناظراً الى ما عند الله تعالى الذي لا تضيع ودائعه.