رواية واحدة عن استشهاد وصفي .. ولكن ما الهدف من تعدد الروايات؟
د.بكر خازر المجالي
03-12-2025 10:01 PM
الهدف من تعدد الروايات حول مصدر الطلقة التي قتلت وصفي هو محاولة التمويه على القاتل الحقيقي الذي اثبت المختبر المصري ان الطلقة التي في صدر الشهيد وصفي هي ليست من السلاح الذي كان يحمله الاربعة ،ونشرت ذلك بعض الصحف المصرية في محاولة لتبرئة العصابة وأن القاتل الحقيقي مجهول وبالتالي لتقييد القضية ضد مجهول .
ولكن من نشر ذلك قد خدم الحقيقة وهو لا يعلم ما الهدف من التصميم على الصاق تهمة القتل بالعصابة الاربعة ، وحتى العصابة ذاتها لا تعلم انها تؤدي دورا شكليا الهدف قتل وصفي كما اراد ذلك الزعيم ، ورسم جهاز المخابرات المصري سيناريو القتل ليبدو انه جريمة الهدف منها الانتصار للقضية الفلسطينية والثأر لمن قُتل خلال احداث ايلول وأن هؤلاء هم من منظمة ايلول الاسود . وإذا كان الهدف كذلك لماذا هرب هؤلاء من الفندق وأمضت الشرطة المصرية وقتا الى أن تم القاء القيض عليهم وتجميعهم، وكان القلق يعتريهم في البدء ولو تحدثوا أولا لقالوا خرجنا من بهو الفندق بسبب جلبة حدثت وشاهدنا وصفي التل مسجى في الساحة اسفل درج الفندق الامامية .
ولكن السيناريو رسم ليعترف الاربعة انهم هم القتلة وأن هذا الدور البطولي الذي قمنا به من اجل التخلص من الذي كان سببا في مقتل العديد من الفلسطينيين في احداث ايلول ، اما ان يقولوا عن انفسهم وعن من راءهم انهم كانوا يسعون لقلب نظام الحكم وتخريب الاردن وانهم هم من ارتكب كل الجرائم بحق الجيش والشعب مع تعدد محاولات الانقلاب والاغتيال لجلالة المغفور له الملك الحسين .
زرت مكان استشهاد وصفي امام الدرج الصاعد لبهو الفندق وان الواقف امام الفندق ويتلقى رصاصات فانها لا تكاد تصيب الرأ س ، ولكن كل الدلائل واستخراج الرصاصة انها جاءت من مكان مرتفع واخترقت الذراع الايسر لتستقر في القلب ، عدا ما أشرنا له ان التحليل اثبت ان هذه الطلقة ليست صادرة من سلاح المجرمين الاربعة .
والذي افسد الخطة هي دعوة وزير الدفاع الكويتي للوفود المشاركة في مؤتمر وزراء الدفاع العرب للغداء ،واختلف توقيت وصول الشهيد وصفي للفندق ،ولكن القناص لم يبارح موقعه ، اما الاربعة كانوا في داخل الفندق ، وعندما نفذت الجريمة حدث جلبة امام الفندق فخرج الاربعة واخذوا يطلقون النار عشوائيا وأصابت رصاصة واحدة ساق وزير الخارجية الاردني عبدالله صلاح .
من الطريف ان احد شهود العيان وهو اردني وقال كنت اقف الى جانب وصفي ونفى ان الرصاصة القاتلة جاءت من قناص او من الاعلى وقال ان هناك رصاصات اصابت ظهر وصفي ، بمعنى ان الرصاص اطلق من امام الفندق وانه سار بشكل لولبي ليلتف من الخلف ويعود ليصيب وصفي .
ولكن هل لدينا تحقيقا حول مقتل الشهيد ؟ هل حصلنا على تقرير المختبر الجنائي الذي يبين ان الرصاصة القاتلة هي ليست من سلاحهم ؟ ولماذا نتردد في ذكر المخطط الرئسي لعملية القتل وكان على خلاف مع وصفي من ايام حرب اليمن الاولى في عهد عبدالله السلال ؟ ولماذا لا نستمع الى روايات شهود ما بعد عملية الاغتيال وحتى من داخل القصر الجمهوري ؟ يتباهى ذوي الاربعة بأن ابنهم أو احد ابائهم بعملية القتل وتفتح بعض الجهات اذرعها لهم ،
رحمة الله على العقيد فايز اللوزي مرافق وصفي والذي كان الى جانبه يوم الاغتيال واستمعنا اليه لعدة مرات بالتفصيل عن هذه العملية .ولا يخرج عن السياق الذي اوردناه .
الهدف هو الشهيد وصفي ، ولكن من رسم السسناريو لا علاقة لهم في القضية الفلسطينية والهدف هو الاردن بالتالي .
لا أحد يجرؤ ان يقترب من وصفي اذا كان الحديث عن القضية الفلسطينية