عمل عسكري محتمل ضد سوريا * جمال القماز
26-06-2011 04:35 AM
تتحدث التقارير، عن استعداد حلف " النيتو" لتوجيه ضربات عسكرية ضد سوريا بحجة أن نظام الأسد، يقمع التظاهرات السلمية في البلاد ..
على ما يبدو أن أميركا وإسرائيل قررتا أخيرا إطلاق إشارة البدء للتخلص من النظام الحاكم في سوريا نهائيا ، من خلال إستخدام النيتو "الجاهز دائما" ورهن الإشارة ، لتنفيذ ضربات جوية ، ومن المحتمل القيام بعمليات عسكرية على الأرض، لتبديد قلق وخوف "الكيان " الصهيوني من الدعم السوري المتنامي لحزب الله ( معدات عسكرية متقدمة.. وصواريخ تطال المدن الاسرائيلية كافة) ..
المانيا بدورها قالت أنها تستبعد مشاركتها بأي عمل عسكري يقوم به " النيتو" .... وكون الاوروبيون يتبعون السياسة الاميركية فإن برلين قد تعيد حساباتها.. وتغير في موقفها بما يتفق ومصالحها ..
الأهم من ذلك كله أن إسرائيل قامت بمناورات واسعة داخل "الكيان" الصهيوني لإختبار جبهتها الداخلية، ضد صواريخ قد تسقط عليها بكثافة ( هذا ما تتناقله وسائل اعلامها .. ويعني أيضا أن الداخل الاسرائيلي بات مهددا بالقصف .. وهو اعتراف ضمني بأن صواريخ حزب الله سقطت على مدنها في حرب 2006 وستسقط في أي حرب قادمة ) ..
اذن فمن الضرورة بمكان ان تستعد اسرائيل ( لحرب شاملة) .. إذ تشير المعلومات المتوافرة لدى اجهزتها الاستخبارية أن تقوم سوريا في حال تم قصفها ، بتوجيه ضربات صاروخية وتحديدا على تل أبيب ( رد وزير الخارجية السوري وليد المعلم على التهديدات الاسرائيلية بتهديد آخر وهو نقل المعركة من سوريا الى المدن الاسرائيلية) .. مما يفسر أن " الكيان" الصهيوني سيقوم بعمل عسكري محتمل على دمشق .. وأنها وحليفتها أميركا، جهزتا هذا السيناريو منذ زمن... والواضح أنه آن الأوان لتنفيذه ..
في الثورات الشعبية العربية أو ما يطلق عليه( الربيع العربي) قامت الجماهير باسقاط الانظمة، إلاّ في سوريا، فالعملية كانت معدة ومخطط لها من الاجهزة الاميركية ـ الاسرائيلية إضافة الى دول عربية تقدم دعما لوجستيا واستخباريا للعملية .. وما استخدام التظاهرات السلمية او لنقل الحراك الشعبي ومظاهر القتل والتخريب في سوريا الا لتحريك او تنفيذ ذلك المخطط .. فسوريا دولة ممانعة وتدعم المقاومة في لبنان ( حزب الله ) والذي بدوره مرّغ أنف اسرائيل في حرب تموز 2006 وسطر انتصارا تاريخيا لم تحققه كل الجيوش العربية ، وفاجأ العالم بأسره ... وأعاد الحسابات الاميركية ـ الصهيونية الى نقطة الصفر ..
الجديد في المسألة ، أن رئيس الوزراء التركي أردوغان ،دخل ضمن فريق التآمر على دمشق.. ويبدو ان تركيا موعودة بحصة كبيرة في شرق اوسط جديد، او ألقوا لها الوعود بضمها الى الاتحاد الأوروبي التي طالما عملت لتحقيق هذا الحلم دون فائدة .. مما يفسر إنقلاب أردوغان على الأسد بعدما كان التنسيق بينها وايران في اوجه... وهذا يعني ان هناك مكافأة مجزية مقابل هذه الخدمة ..
في السياسة ليس من عدو دائم او صديق دائم بل مصلحة دائمة ..
الأسد سياسي محنك وقارىء جيد لما يجري عنده وفي المنطقة .. لكن طيلة سنوات حكمة لم يكن ليبدأ مشروع إصلاح إلاّ وكانت هناك ضغوطات ومعيقات خارجية تمنعه من تنفيذها .. وعلى ما يبدو أن تلكؤه إضافة الى ما يرده من تقارير اجهزته الاستخبارية كانت مغايرة للحقيقة ادت الى تفاقم المشكلة واخذها منحى اخطر مما كان يتوقع سيكون نتيجته سقوط مروع للاسد ..
سوريا وقعت ضحية مخطط (أميركي ـ صهيوني ـ أوروبي ـ تركي وعربي) لاسقاط النظام فيها .. حيث تم بنجاح اطلاق نحو ستين الف مقاتل من خلايا نائمة واخرى دخلت سوريا من الحدود ( 850 كم مع تركيا .. وحدود مفتوحة مع العراق المحتل ) شاركت في احداث القتل والتخريب في المدن والقرى ... ما اضطر الأسد لاستخدام الجيش لقمع تلك القوات ..
الفرصة " ذهبية" الآن أمام اسرائيل، فسوريا باتت الدولة الممانعة الوحيدة . وبالقضاء عليها من الداخل سيزول عن " الكيان" الصهيوني كل اسباب الخوف ليسهل مستقبلا التحضير لضرب ايران ومن ثم حزب الله ..ومن بعده غزة ..
الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تحدث عن دعم دولي لقيام دولة فلسطينية .. مما يخفف احتقان الشعوب العربية، و(خاصة في الاردن) ،في حال تم ضرب سوريا . وهذا يعيدنا الى عام 91 حين ضربت اميركا العراق وعملت في المقابل فخا للعرب أسمته " أوسلو" فهرول العربان ، لاجراء محادثات سلام " شكلية" مع اسرائيل.. ومنذ ذلك الوقت لم يحققوا أي انجاز سوى مزيدا من الاستيطان الاسرائيلي في المدن الفلسطينية المحتلة، ومزيدا من الصلف والحقد ..
المنطقة على شفا حرب، تضغط اسرائيل على الأميركان والاوروبيين لاطلاق اشارة البدء فيها .. لكن السؤال ماذا وكيف ستكون النتائج ان وقعت ؟ وما هو شكل الشرق الاوسط الجديد الذي سيولد ؟ وهل لاميركا واسرائيل ان بدأتا الحرب القدرة على توقع نتائجها، أو على الأقل تستطيعان إيقافها ؟؟
والسؤال الأهم ؛ هل سيقف حزب الله وايران مكتوفا الأيدي ؟ فإذا تم اضعاف سوريا باتا في خطر محدق .. وهل( سيحرر) سماحة السيد نصر الله ـ كما وعدنا ـ شمال فلسطين ... ؟؟
Jamal-gammaz@hotmail.com