رسالتي إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترمب
خولة كامل الكردي
19-03-2025 06:05 PM
رئيس ترمب...
خمسة عشر شهراً ذاق فيها أهل غزة ويلات القتل والجوع والرعب، وكان الأمل في نهاية الحرب المريعة مستحيلاً و خبا في قلوب الأبرياء هناك! و لاحت بعد تلك المأساة حمامات السلام البيضاء، وبزغ فجر أمل الخلاص من غول الحرب وأهواله، كنت أنت قد أعلنت في حملاتك الانتخابية أن السلام هو هديتك إلى العالم، الذي أثقلته حروب معتمة موحشة لا ترحم صغيراً ولا شيخاً ولا امرأة.
رئيس ترمب...
في ولاية بايدن لم يكن هناك أي طريق يتلمسه أطفال غزة للخروج من عتمة نفق مظلم، أجبرتهم أصوات المدافع و أزيز الطائرات المخيفة أن يبقوا في خوف وهلع وهم يشاهدون الصواريخ تلقي بنيرانها على خيام و مباني متهالكة مدمرة و أكوام بقايا حجارة بيوت، فتحرق و تدمر وتقطع أجساد رفاقهم الصغار فتحولها إلى أشلاء، ليصبح من الصعوبة بمكان التعرف عليهم...
تساءل العالم الحر وقتئذ ما ذنبهم؟! ذلك الرئيس وصمت فترة حكمه بإبادة جماعية، ليكون في ذاكرة أبرياء غزة رجل حرب بلا منازع، فكيف سيعود سراب رجل لم يعبأ لأنات الأطفال وأوجاع النساء و آهات الشيوخ، أمام ناظري أهل غزة المعذبين، من المؤكد أنك لن تسمح أن بايدن إبادة جماعية يرجع بقوة إلى أحلام ويقظة أناس لا يريدون من الحياة سوى أن يعيشوا بأمان على تراب وطنهم الذي عاشوا فيه منذ الأزل، وكيف سترضى أن تكون نسخة لفترة سوداء قبيحة، عاشها الأبرياء في غزة بألم ووجع وفراق، لكن مع الأسف... في الثامن عشرة من مارس انقلب الأمل إلى خيبة صادمة والأمن النسبي إلى خوف فظيع، بحث الجميع في غزة عن سلام وعاهدت أنت العالم بأن يحل عليه السلام وينتهي فصل الحرب الشنيعة القاسية، و يا للصدمة انتصر بكل مرارة أصدقاء الحرب الشنيعة، فعادت أصوات القذائف والموت والجوع، و بدأت الدماء تزحف إلى عهدتك الرئاسية بعد أن حاول أهل غزة نسيان خمسة عشر شهراً من وحش الحرب الذي لم تستطع إدارة بايدن إيقافها، فكيف تسمح أن يراك العالم كبايدن، وأن يراك رئيس لا يقول للحرب كفى...لا تسمح للآخرين أن يجروك إلى مربع بايدن إبادة جماعية بحجج مقنعة بالنسبة لهم.
رئيس ترمب...
ينتظر منك أطفال غزة الذين فقدوا أهلهم المحبين، أن تقول لأصوات المدافع والطائرات قفي وعودي لقواعدك... أولئك الأطفال الذين يفتشون عن لقمة خبز وسط أكوام دمار منازلهم، التي كانت لهم مسكناً جميلاً لطالموا حلموا فيها بمستقبل آمن مشرق... لا تدع كابوس الإبادة الجماعية التي جثمت على أرض غزة وأهلها عام ونصف تقريباً، ذكرى يحملها أطفالاً صغاراً أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم يريدون أن يعيشوا حياة سعيدة في وطنهم الذي يحبون.