المنطقة العربية وزيارة ترامب
خولة كامل الكردي
28-04-2025 06:58 PM
في غضون أيام قليلة مقبلة سيطل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية على المنطقة العربية، وفي أجندته توطيد العلاقات العربية والأمريكية خاصة العلاقات الاقتصادية، فلطالما في تصريحات عديدة أعلن عن أمله في زيادة الاستثمارات العربية الخليجية في الولايات المتحدة الأمريكية، سيما وهناك جهود مبذولة من قبل الوساطة المصرية والقطرية والأمريكية تهدف إلى إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حين استبقت حكومة نتنياهو تلك الجهود بتوجيه صفعة لمقترح اقترحته فصائل المقاومة الفلسطينية لوقف إطلاق النار والحرب مدة خمس سنوات في مقابل إطلاق جميع أسرى الاحتلال الإسرائيلي، الموجودين في قبضة فصائل المقاومة الفلسطينية.
والأسئلة المطروحة والأكثر أهمية هل سيأتي ترامب والمنطقة العربية على صفيح ساخن وقد اتخمها أوجاع الغزيين والحرب الشرسة التي يواجهها قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي؟! وهل ستقبل إدارة ترامب بتعنت حكومة رئيس الوزراء نتنياهو، وإصرارها على رفض وقف إطلاق النار والمضي في حرب لا نهاية لها؟! في وقت صرح ترامب أن على " إسرائيل" الترفق بأهل غزة، وهو يعلم علم اليقين بالمجاعة التي خلقتها حكومة نتنياهو وقد بدأت تستشري في كل بقعة من القطاع، أملا في تهجير الغزيين وتحقيق حلم المستوطنين وإدارة ترمب، والاستيلاء على قطاع غزة واحتلاله من جديد، بعد أن تم تفكيك المستوطنات في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون. والشاهد لولا غض الطرف من قبل الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب وإدارته اليمينية المسيحية المتشددة، عن المجاعة الحقيقة التي تضرب كل نواحي قطاع غزة بشكل مأساوي، وذلك من وحي منع الاحتلال دخول شاحنات المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، لما تغطرس نتنياهو ووزرائه المتطرفين و أوغلوا في قتل وتجويع ونزوح نساء وأطفال وشيوخ غزة.
لا يستطيع أحد التنبؤ الى ما سيؤول إليه مشهد معاناة الأبرياء في غزة، ومناشدات المنظمات والهيئات الدولية الإغاثية والذي لم ينقطع قرابة العام و نصف تتصاعد حتى وصلت إلى محكمة العدل الدولية، بأهمية إنقاذ القطاع قبل أن تستفحل كارثة التجويع على مرأى ومسمع من العالم بأسره، الذي لا يحرك ساكناً للقيام بخطوات لرفع يد الاحتلال الإسرائيلي عن التنكيل بالفلسطينيين، و محاولة تحجيم أن تأخذ المجاعة مروحيات واسعة من القطاع بحيث يصعب السيطرة عليها. واللامبالاة التي يبديها رئيس أقوى دولة في العالم التي تنادي بالعدل والمساواة وحرية الرأي وحقوق الإنسان تجاه تجويع "إسرائيل" المدنيين الأبرياء في غزة، مكتفياً بالإشارة إلى ضرورة تسهيل عبور المساعدات الإنسانية الغذائية لقطاع غزة، يريد أن يمهد الطريق لزيارته المرتقبة للمنطقة العربية، وكي لا تلقي معاناة غزة بظلالها على محادثات يمني النفس أن تكون بناءة ومثمرة، وهو لا يرغب بالطبع أن يكون صوت الحرب في غزة وأنين الأبرياء فيها، يطغى على صوت المباحثات التي سيجريها مع زعماء دول المنطقة العربية المزمع أن يزورها، والظاهر المخفي في آن واحد أن الولايات المتحدة الأمريكية تمر بأزمة اقتصادية خانقة ورثتها من ولاية الرئيس السابق جو بايدن، فالأجواء الهادئة هي المطلوبة وليس التخفيف عن أهل غزة، وخطب ود الاستثمارات العربية لصالح توفير وظائف للمواطنين الأمريكيين وإنعاش الاقتصاد الوطني الأمريكي ورفد اموال للخزانة الأمريكية الغرض الأساسي من زيارته للمنطقة العربية، فالولايات المتحدة الأمريكية ستبقى كما هي لا تراعي الجوانب الإنسانية والأخلاقية للبشر، إذا ما تعارضت مع مصالحها في العالم وخاصة القضية الفلسطينية.