ماذا سيجلب ترمب للمنطقة العربية؟
خولة كامل الكردي
09-05-2025 10:26 AM
ينتظر العديد منا ما الذي سيقدمه ترمب عشية زيارته المزمع القيام بها للمنطقة العربية الأسبوع المقبل، وقد حملت تصريحاته منذ يومين الكثير من الغموض والشغف، خاصة وأنه أدلى بحديث قال فيه أن هناك أخبارا سارة قد تفاجأ الجميع، و قد تبادر لأذهان المهتمين بالشأن الفلسطيني خاصة والعرب بشكل عام عن ماهية تلك الأخبار وهل هي متعلقة بحرب "إسرائيل" على غزة؟! وقد دفعتهم تصريحات الرئيس الأمريكي، أن يعلقوا آمالا على ضغوطات قد يمارسها البيت الأبيض على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، لينهي الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، والبدء بمفاوضات لإبرام صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، رغم عدم رضا نتنياهو.
زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة العربية، إلى دول الخليج العربي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر جاءت في وقتها بالنسبة له، و في جعبته أن يبرم صفقات تجارية هامة، للدفع بالاقتصاد الأمريكي قدما وإنعاش الخزينة الأمريكية وتوفير وظائف للمواطنين الأمريكيين، والسؤال الأهم: هل من المنطق أن يأتي ترمب للمنطقة وهي على صفيح ساخن من قتل وتجويع لأهالي غزة؟! و ليس في خلده أو حتى في أجندته أن ينهي الحرب والتجويع الذي خلقته حكومة نتنياهو المتطرفة؟! وقد صرح من قبل أن المساعدات الإنسانية ستدخل قطاع غزة قريبا... يأمل الجميع أن تكون تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب جدية وتأخذ حيز التنفيذ والجوع قد أنهك أجساد الغزيين، سيما وأن الوعي الجمعي العربي والفلسطيني خاصة، لا يضع آمالا كبيرة على أحاديث الرئيس الأمريكي ترمب، عندما بشر العالم أثناء حملاته الانتخابية بعزمه على جلب السلام إلى العالم، وقبل استلامه لمهامه الرئاسية أبرمت هدنة بين الفصائل الفلسطينية وحكومة نتنياهو مدة خمسين يوماً، لكن نتنياهو ووزرائه المتطرفين آثروا أن يخرقوا الهدنة لمصالح شخصية وسياسية لنتنياهو للحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي، وأهداف توسعية لوزيريه المتطرفين بن غفير وسموتريتش، ولم يتخذ ترمب أي إجراءضد خرق نتنياهو لإتفاق وقف إطلاق النار وقتل المدنيين بشكل وحشي شرس.
المجاعة في غزة أخذت تطرق باب كل غزي، و لا يستطيع إنسان لديه ضمير إلا وأن يتشبث ولو بقشة، لإنقاذ أهل غزة من موت محقق مع اشتداد الحصار عليهم لأكثر من شهرين ومنع قوات الاحتلال الإسرائيلي إدخال طعام أو شراب مما أدى إلى انتشار المجاعة، وبتواطؤ من الإدارة الأمريكية بصمتها وعدم لجم دولة الاحتلال الإسرائيلي عن ممارساتها الإجرامية بحق الغزيين، فلا يعرف الغزي كيف يطعم أولاده! أم كيف ينجو من قصف دائم وإطلاق النار الذي يواجهه في كل خطوة يخطوها، فالقطاع صار مكاناً غير آمن، هذا ما أكدت عليه المنظمات والهيئات والمؤسسات الإغاثية الدولية والأممية، و اتهامها قوات الاحتلال الإسرائيلي تحويل القطاع وبشكل متعمد لمكان غير صالح للحياة تمهيداً لعملية تهجير السكان وإنشاء المستوطنات...لكن الأمل في الله كبير أن يفرج عن الأبرياء المستضعفين في غزة، فالبشر ما هم إلا أداة ووسيلة لإنفاذ أمر الله، وبقدرته تسييرهم وفق إرادته لإنقاذ أطفال ونساء وشيوخ ورجال غزة.