facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صحوة الضمير الأوروبي الكاذبة


خولة كامل الكردي
05-06-2025 05:22 PM

تصاعدت وتيرة نبرة التهديدات الأوروبية لدولة الكيان المحتل الإسرائيلي، لإيقاف الحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية، لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ من كارثة تجويع محققة، فرضتها عليه حكومة نتنياهو المتطرفة، وتصعيد استهداف المدنيين الأبرياء كان ولا يزال الهدف الجوهري لقوات الاحتلال للضغط على فصائل المقاومة و دفعها للقبول بصفقة ترضي أهداف وخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، و معنى قبول المقاومة لمقترح ويتكوف الأخير المتماهي مع شروط نتنياهو، سيعني تسليم رقبتها "لإسرائيل" و حلفائها وإيقاع مجازر مروعة بحق الشعب الفلسطيني، نعم حلفائها الأوروبيين والذين يرتبطون بأقوى وأقدم شراكة اقتصادية، والذين يدعون أنهم يرفضون ممارسات الاحتلال ضد أهل غزة والضفة الغربية، وهم في واقع الأمر يدعمونه بالسلاح والاستشارات الاستخباراتية النشطة، و على سبيل المثال فلنأخذ هولندا والتي خرجت فيها احتجاجات واسعة ضد الحرب على غزة، حكومتها وحدها تصدر للجيش الإسرائيلي كلابا مدربة تستخدمها في إرهاب المعتقلين الفلسطينيين والمواطن الفلسطيني في غزة و الضفة الغربية، وألمانيا منذ فترة وجيزة صرحت بأنها ستدعم "إسرائيل" بالسلاح للدفاع عن نفسها.

تبادل الأدوار بين أوروبا ودولة الاحتلال لم يبدأ البارحة بل منذ عقود خلت، ففي فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وقبل قيام دولة "إسرائيل" المزعومة دربت قوات الجيش البريطاني عصابات الهاغانا وشتيرن و آرغون على استخدام السلاح واقتحام القرى والمدن العربية الفلسطينية، وارتكاب المجازر الوح بحق أهلها الآمنين الأبرياء وترويعهم، بحماية بريطانية لتعقب الفدائيين و استهدافهم واعتقال المدنيين العزل. من نافلة القول أن أيادي أوروبا ليست نظيفة بحق الشعب الفلسطيني، فما زالت إلى الآن تدير الحرب على غزة بالتواطؤ مع الولايات المتحدة الأمريكية، فما معنى أن تستمر الحرب ٦٠٠ يوم و نزيف الدم الفلسطيني المسفوح على أرض غزة يزداد يوماً بعد يوم؟! أليس بإمكان الغرب بأسره منع تصدير السلاح بكلمة واحدة جادة وحاسمة؟! و أليس بمقدور الرئيس الأمريكي أن يقول لنتنياهو توفف؟! الإجابة القاطعة بكل تأكيد نعم، لكن ثمة مصالح ينظر إليها الغرب من خلف دعم "إسرائيل" و زرعها في قلب الوطن العربي والإسلامي.

صحوة ضمير؟! لا يوجد صحوة ضمير لدى حكومات أوروبا، والسؤال الذي يطرح نفسه: إذن لم اللهجة القوية التي تحملها تصريحات دولا أوروبية وازنة كبريطانيا وفرنسا و ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا! لأن المصالح الاستراتيجية لأوروبا هو بقاء اليهود في أرض فلسطين، فلو خرج اليهود من فلسطين بفعل مقاومة الشعب الفلسطيني، سيعود اليهود إلى أوروبا، وسيصبح رجوع اليهود لأوروبا بمثابة تهديد استراتيجي لها، والتاريخ وثق مؤامرات اليهود وأفعالهم السيئة في أوروبا، حتى ضاقت بهم ذرعاً وخططت للتخلص منهم وتنفيذ أطماعها في الوطن العربي وزرعهم في أرض فلسطين، ومن ناحية أخرى سيظهر تهديد ديمغرافي في أوروبا إذا ما نفذ نتنياهو و كابينه المتطرف وعده لمجتمعه الصهيوني بطرد الفلسطينيين و تهجيرهم إلى خارج فلسطين، في هذا الوضع سترجع مشكلة المهاجرين تؤرق أوروبا من جديد وتستنفذ مواردها، كما حدث مع المهاجرين السوريين.

تلك هي أوروبا لن تتغير نظرتها للعرب والمسلمين، فهي تنظر إليهم بعين المصالح والسيطرة على ثرواتها والتي من أبرزها الطاقة، لكن الاحتجاجات التي اجتاحت بعض الدول الأوروبية، معظم المنضمين لتلك الاحتجاجات أناس منصفين يمتازون بالإنسانية، وهؤلاء طبعاً قلة في المجتمعات الغربية ومعهم الجاليات العربية والإسلامية، ربما شكلت ضغطاً على حكوماتها لتقدم خطوات ملموسة و توقف الحرب على غزة.

لا يوجد صحوة ضمير ولا هم يحزنون، فلو كانت ثمة صحوة ضمير لقدمت أوروبا اعتذاراً صريحاً للشعب الفلسطيني عن المأساة التي سببوبها لهم بإنشاء وطن قومي لليهود على أرضهم، و تمكين الفلسطينيين من استعادة أرضهم و حكم أنفسهم، و إرجاع اليهود من حيث جاءوا وهذا بالطبع من سابع المستحيلات من منظورهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :