العالم وتحديات جدية تهدد الاستقرار والأمن فيه
خولة كامل الكردي
05-07-2025 06:29 PM
يحيي العالم في الخامس من تموز يوم التعاون الدولي ، في وقت يشهد فيه العالم تغيرات جذرية كبيرة وتحديات خطيرة، قد تنقله إلى مشهد جديد مغاير لسابقه يفرض عليه النظر بواقعية للأزمات التي تعصف بأمنه وفي القلب منه المجتمعات البشرية، وإذ تهدد الاضطرابات الحاصلة في العديد من بقاع العالم الأمن والاستقرار، تبرز فيها الأطماع والمصالح الضيقة والتي تضع التعاون بين الدول على المحك، فالأزمة الأوكرانية الروسية تهدد العالم بنقل الصراع إلى صدام خطير بين المحور الروسي و أصدقائه والمحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا، بتمويله لذلك الصراع بدعم النظام الأوكراني في مناكفة روسيا، و استمالته لتوطيد علاقته بالاتحاد الأوروبي والدفع باتجاه رفع منسوب التعاون العسكري مع النيتو إلى درجات عالية التنسيق مما يهدد الاستقرار في بحر القرم لاستفزاز الدب الروسي، فاشتعلت الحرب الطاحنة بين روسيا وأوكرانيا سقط على إثرها خسائر بشرية كبيرة بين كلا الجانبين المتنازعين، ولا زال المجتمع الدولي يحاول إخماد أتون تلك الحرب الفظيعة ولكنه يواجه الإخفاق في كل مرة، لعدم رغبة بعض الحكومات الغربية إيقاف الحرب.
وتبقى الحروب والصراعات في العالم، أكبر تحد ويشكل خطرا على جدية التعاون بين الدول، فالاعتداء الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة، دفع كل حر في هذا العالم إلى قرع ناقوس الخطر للحقوق والحريات الإنسانية، فأمن الدول و شعوبها مهدد بنزوات شاذة و خبيثة، لا تستند إلى أي مصوغ سياسي أو حتى قانوني، مجرد طموح منحرف للسيطرة وفرض منطق القوة لتنفيذ أجندات مشبوهة الهدف منها إخضاع العالم ليسهل السيطرة عليه، وسلب ثرواته والتحكم بالقرار السياسي والاقتصادي له، ولا يستطيع المرء أن يجد العبارات والكلمات التي توصف ما يحدث من أهوال في حق الأبرياء من النساء والأطفال و كبار السن في قطاع غزة، فالقتل الهمجي والتجويع الممنهج على مدى سنتين، لم يجد له طريق إلى عقول صناع القرار أو المتحكمين في قرارات مجلس الأمن كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا لإلزام الكيان المحتل بوقف الحرب المسعورة على غزة، في حين يتم تهميش الدول المعنية بالأزمة والتي يهمها إنهاء الحرب على غزة.
و على وقع التفكك الذي يطرق باب الشراكات والتعاونيات الدولية، يبرز دور دول تتسم بالحكمة والعقلانية في إدارة الأزمات والصراعات العالمية، والأردن من تلك الدول التي تحاول جاهدة وعبر دبلوماسيتها المتوازنة درء آثار تلك النزاعات على المجتمعات والأفراد، وعلى مدى عقود طويلة استطاعت الأردن بحكمتها المعهودة أن تسير في طريق دعم الأمن والاستقرار العالميين، ومحاربة أي وسيلة تؤدي إلى إشعال فتيل الحروب والنزاعات، وتلك هي العقيدة التي تستند عليها الدولة الأردنية للوصول إلى عالم يسوده الأمن والسلام والازدهار للمجتمعات وأفرادها.