facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كتم صوت الحقيقة


خولة كامل الكردي
28-08-2025 02:08 AM

بلغ عدد الصحفيين الذين قتلوا في قطاع غزة إلى ما يربو عن ٢٤٥ صحفي، ليوضح بما لا يدع مجالا للشك أن هناك رغبة إسرائيلية إلى كتم صوت الصحفيين، كي لا يتم فضح ممارسات قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أهل غزة، فالصحفيين الذين استشهدوا في حرب إسرائيل الوحشية على غزة، لم تشهده أي من حروب العصر الحديث، فارتفاع أعداد الصحفيين الذين فقدهم المجتمع الصحفي، يشي بنية إسرائيلية إلى تهيئة المجتمع الدولي و الأجواء في قطاع غزة تمهيداً لاحتلال مدينة غزة، و إطلاق يدها بكل حرية لاقتراف جرائم تخالف القانون الدولي، حيث تخشى دولة الاحتلال الإسرائيلي أن يشاهدها العالم و يثقل ملفها في الجنائية الدولية.

إن تمادي حكومة نتنياهو في تحدي العالم الحر، و تعمد بل تكرار استهداف الصحفيين بصورة ممنهجة من دون رادع، يعطي ضوءا أخضرا لمن يمتلكون القوة لسحق مناوئيهم و إخفاء معالم جريمتهم. الصدمة التي شعر بها الأحرار في العالم بعد مقتل ستة صحفيين في مجمع ناصر الطبي كان أمراً مريعا لا يمكن غض الطرف عنه، والصمت الذي أبدته وسائل إعلام ووكالات صحفية عالمية وتبني رواية الجيش الإسرائيلي لتبرير مقتل الصحفيين يعتبر انحرافا مخيفا ومخزيا عن الميثاق الصحفي العالمي، فكيف يمكن أن يختار صحفيو وسائل إعلام عالمية الصمت تجاه قتل زملائهم الصحفيين، خشية من تعرضهم للتعسف المهني، أواتخاذ اجراءات تأديبية ضدهم تودي إلى فصلهم من عملهم و قطع مصدر رزقهم! فمن المقلق أن يصل الأمر بالصحفيين أن يكتفوا بدور المتفرج أمام تعرض مهنة الصحافة إلى تهديد صريح و علني، يفضي إلى شعور العديد منهم بالخوف من مجرد التطرق إلى كشف ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأبرياء من النساء والأطفال و الشيوخ في غزة، فلو توقف صاحب الكلمة الحرة عن قول الحقيقة، فستفقد السلطة الرابعة قوتها و نفوذها في إظهار الحقائق و فضح الانتهاكات بحق الإنسانية في أي مكان من العالم و سيواجه منتسبيها حرمانهم من عملهم أو تهديد بالاعتداء الجسدي والنفسي.

السؤال الأهم المطروح الآن: هل الصحفيون أمام خطوة بالغة الخطورة بإعادة تشكيل مهمة الصحفي، فلا يعدو كونه سوى ناقل للخبر بغض النظر عن حقيقة الخبر، لمحاباة السلطة تجنباً للمحاسبتة أو الخشية من تهديده بالتصفية الجسدية كي يصمت؟! تلك هي الرسالة بالضبط التي تريد دولة الاحتلال الإسرائيلي إرسالها لكل صحفي بقطاع غزة عندما تشرع باحتلال غزة، ليتسنى لها القيام بأعمال معادية لحقوق الإنسان أضعاف ما قامت به منذ بداية حربها البربرية على قطاع غزة و حتى هذه اللحظة.

الجسم الصحفي في العالم عليه مسؤولية رد الاعتبار للصحفيين الذين سقطوا شهداء دفاعاً عن الحقيقة في غزة والضفة الغربية، كما حصل مع شيرين أبو عاقلة وأنس الشريف و حسام المصري و مريم أبو دقة و معاذ أبو طه وغيرهم العديد من الصحفيين، الذين تم استهدافهم بشكل مباشر و مقصود، لطمس معالم الواقع الذي تحاول أن تخفيه دولة الاحتلال الإسرائيلي بالكذب و تشويه الحقائق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :