المتوقع من القمة العربية والإسلامية في قطر
خولة كامل الكردي
11-09-2025 11:52 PM
الاعتداء السافر الذي قام به سلاح الجو الإسرائيلي، على الأجواء القطرية و استهداف مباني سكنية ومقر الوفد المفاوض الفلسطيني في الدوحة بما يقارب ١٢ صاروخاً، تم إطلاقه من طائرات لم يتم رصدها رادار الجيش القطري، مما يعني استخدام طائرات ما تعرف بالشبح والتي زودتها بها الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أدى إلى استشهاد ستة أشخاص من بينهم مرافقي الوفد المفاوض و أحد عناصر الأمن القطري، فحكومة نتنياهو تجاوزت كل الخطوط الحمراء منذ حربها على غزة، وها هي تتحدى كل الأعراف والقوانين الدولية بالتعدي على عاصمة عربية ليست بحالة حرب مع الكيان المحتل الإسرائيلي، بل وتقوم بمساعي حثيثة وجهود كبيرة يشهد لها، لإنجاز صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار وتثبيت جهود السلام في الشرق الأوسط، فيبدو أن نتنياهو أراد من تصرفه العدواني الهمجي أن يقضي على أي أمل لوقف حربه الجائرة على غزة.
ومروحية تبعات الهجمة الإسرائيلية الغادرة على دولة قطر، توالت بتلقي الديوان الأميري القطري و الحكومة القطرية سيلا من التضامن العربي والإسلامي والعالمي في شجب واستنكار الاعتداء الإسرائيلي على دولة مسالمة تسعى لإحلال السلام في المنطقة العربية، وقد تداعت الدول العربية والإسلامية لانعقاد قمة عربية و إسلامية لإعلان التضامن مع دولة قطر، وتشديد الدعم لسيادة دولة قطر، و الهجمات الإسرائيلية ما هي إلا تهديد لأمن واستقرار دول المنطقة العربية بل والشرق الأوسط، وربما يتعدى إلى تهديد الأمن العالمي.
لذا الأمل معقود على أن يتم الخروج بمخرجات من القمة تقدم بيانا واضحاً و قوياً من قبل الدول العربية والإسلامية الأعضاء للكيان المحتل، أن ما يقوم به من اعتداءات سيقوض فرص الأمن والاستقرار العالمي وهذا ما لا يمكن القبول به، وأن الاعتداءات الإسرائيلية على العواصم العربية والإسلامية دمشق ولبنان و ايران واليمن و أخيراً قطر، تمهد الطريق إلى فوضى لا يمكن التنبؤ بعواقبها، فالمتوقع من القمة الطارئة التي ستعقد يومي الأحد والاثنين، الخروج بتفكير مغاير للتفكير النمطي مجرد استنكار و شجب وهذا بصورة مبدئية مفهوم، لكن الوقوف بحزم في وجه خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصدر المشهد، و اللعب على وتر أن "إسرائيل" المصد الأول ضد الطموحات لدول في المنطقة و التي تهدد المبادئ الغربية من الأهمية بمكان، فهو يستخدم تلك النبرة الخبيثة في مخاطبة الرأي العام الغربي بالأخص العقلية الأمريكية التي تقدم له الدعم المطلق في جميع ممارسات دولته العدوانية وسياساتها التوسعية والاستعمارية في الضفة الغربية و قطاع غزة.
يبدو جلياً أن حكومة نتنياهو المتطرفة تسعى إلى حرب أبدية تهدف إلى تحقيق حلم "إسرائيل الكبرى"، وهذا حرفيا تهديد خطير لأمن واستقرار الشرق للدول العربية.