ومع إصرار حكومة نتنياهو مواصلة الحرب على غزة، وصم أذنيها عن مساعي و جهود وقف إطلاق النار تمهيداً لإنهاء حربها الوحشية ضد أهل غزة، والتي تقوم بها أطراف عدة في المنطقة العربية لأنها الطرف الأكثر تأثرا بما يجري في فلسطين المحتلة، أمام تقاعس المجتمع الدولي خاصة الحكومات الغربية التي تؤيد وتساند الكيان، وإطلاق يده في قتل وتجويع و تدمير ما تبقى من البنى التحتية في قطاع غزة، لا يزال الوضع ضبابيا لا يمكن معه الجزم بوجود أي أفق للحل و الذي سينهي الكارثة الإنسانية في غزة، و يتيح للمنظمات الدولية و الأممية إدخال المساعدات الإنسانية إلى الجوعى والمرضى و الجرحى و إغاثتهم في قطاع غزة، تلك المساعدات التي تم ربطها بتغييرات سياسية إسرائيلية وفق أجندة حكومة بنيامين نتنياهو.
القتل الوحشي في غزة ومع كل ساعة يسقط عشرات الشهداء من النساء والأطفال، ووجود حكومة يمينية متطرفة إسرائيلية لا ترغب بالسلام، و لا ترى في السلام أي منفذ للاستقرار و تدعيم الأمن في المنطقة، جاء خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي في الجمعية العمومية للأمم المتحدة ليرسخ مفهوم لغة القوة لإنفاذ إرادتها التوسعية في عموم الضفة الغربية و قطاع غزة، يظهر بما لا يدع مجالا للشك، عزم نتنياهو على مواصلة الحرب و احتلال غزة، فعلى الرغم من مناشدات أحرار العالم لصانعي القرار ومن يستطيع ممارسة الضغط على حكومة نتنياهو، لإيقاف الحرب و إعطاء فرصة للمفاوضات، ونقصد هنا الولايات المتحدة الأمريكية متمثلة بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لأنها الوحيدة القادرة على إحداث فرق و منع نتنياهو من تنفيذ أهدافه السياسية و العسكرية والايدولوجية من احتلال قطاع غزة، وإفراغه من سكانه قدر المستطاع وتهجير ما أمكن تهجيره، لكنها إدارة تتصرف عكس إرادة الدول الحرة و الشعوب، و الحديث عن مقترح لإنهاء الحرب على غزة عرف بمقترح ترمب يضم ٢١ نقطة، من ضمنها تسليم جميع الرهائن خلال ٤٨ ساعة وانسحاب جزئي لقوات الجيش الإسرائيلي ونزع سلاح المقاومة. فيبدو أنه إلى الآن لم يثمر هذا المقترح عن أي نتائج ملموسة تعطي الأمل بقرب وقف إطلاق النار بشكل دائم، و هناك تعويل كبير على ممارسة الرئيس ترمب ضغطاً على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لحثه على قبول إنهاء الحرب و عودته إلى طاولة المفاوضات والبدء بمناقشة المقترح، في حين يتأمل نتنياهو في لقائه المرتقب مع ترمب في البيت الأبيض، أن ينجح و يقنعه بجدية الاستمرار في الحرب على غزة و تحقيق أهداف الحرب و القضاء على المقاومة.
لم تتضح الصورة بعد بشأن إمكانية إنجاز صفقة، تفضي إلى إنهاء الحرب و إقامة سلام دائم في غزة، كما يروج لذلك ترمب، فالأيام المقبلة ستحدد مدى صدق الإدارة الأمريكية من عدمها في كف يد نتنياهو وحكومته الفاشية عن غزة، و قبوله الدخول في مفاوضات تؤدي إلى إنهاء الحرب! وبينما يتم تناقل أحاديث عن ازدياد ضغوط اللوبي الإسرائيلي على البيت الأبيض، فإذا ما خضع ترمب للضغوطات الممارسة عليه، فستكون تلك بمثابة إعلان شهادة وفاة السلام! في منطقة الشرق الأوسط وسيجرها إلى مستنقع من الفوضى والعنف، والذي تسعى إليه دولة الاحتلال الإسرائيلي و تحاول تنفيذه بشتى الطرق، بل و تحلم به منذ مدة طويلة وتعمل عليه فيما يسمى ب (إسرائيل الكبرى)، فمن المؤكد لن يسكت أحرار العالم على تجاوزات حكومة نتنياهو الخطيرة على المنطقة العربية. وسيقفون في وجهه يوماً ما.