facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يوم التسامح العالمي .. بين الواقعية و الخيال


خولة كامل الكردي
19-11-2025 08:17 PM

احتفل العالم في 16 من نوفمبر بيوم التسامح، وإذ تحاول المجتمعات البشرية و في القرن الواحد والعشرين نبذ الخلافات و الاختلافات في العرق و الطائفية، و التخلص من العنصرية تجاه أي مجموعة أو فئة معينة أو مجتمع بشري، بسبب دينه أو مذهبه أو لونه أو لغته، يقف المرء عاجزاً و متسائلاً في ذات الوقت عن جدوى الاحتفال بيوم التسامح و هو يتمنى أن يحتفل به العالم بصورة حقيقية، بينما تمر مجتمعات بشرية في هذا الكوكب بمعاناة و آلالام قاسية طمعا في جني مكاسب و مصالح ضيقة، ألقت بهم في أتون نار الحروب و الصراعات، وسلب حقها في الحياة و العيش بكرامة كونها كينونة تمثل الإنسان سيد هذه الأرض و خليفة الله عليها.

واقعية الاحتفال بيوم التسامح يفرض على المجتمع الدولي النظر بعين العدالة، فكيف يمكن أن يحتفل العالم بهذا اليوم، و هناك إخوان لهم في الإنسانية يكابدون الظلم و التمييز و العنف العنصري و النزوح القسري و التشرد؟ فالأمثلة على ذلك كثيرة. و هنا تساؤل يقفز أمام المطلع على مجريات الأحداث التي يشهدها العالم في هذه المرحلة الحرجة من عمر الإنسانية، الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، أكبر برهان على ظلم البشر لبعضهم البعض، سقط على إثرها ما يربو عن ٧٠ ألف إنسان غزي بريء، لا ذنب لهم سوى أنهم يتشبثون في أرضهم أرض آبائهم و أجدادهم، فجوبه بآلية عسكرية إسرائيلية باطشة، لم تبق شيئاً على حاله فعاثت بأرض غزة وأهلها قتلا وتدميرا و تجريفا فمسحت مناطق عن وجه الأرض و شطبت عائلات من السجل المدني. فكيف يمكن أن يتصور عاقل أن يتجاوز سكان غزة كل ما حدث لهم، ويتبادر إلى أذهانهم الاحتفال بيوم التسامح العالمي؟! أم كيف سيبني الأطفال أحلامهم و مستقبلهم وقد باتا في مهب الريح؟! و إليك السودان نموذجاً صارخاً لانعدام الإنسانية، يتعرض المدنيون فيه لجرائم بشعة يندى لها الجبين، تقترف بحق الأبرياء من النساء والأطفال و الشيوخ زجوا في محرقة نزاع أهلي لا يرحم!

فكيف تستطيع الضحية أن تنظر إلى يوم التسامح العالمي و قد حل بهم الخوف و الرعب و النزوح القسري، بلا مأوى و لا طعام و لا شراب و شح في حاجاتها الأساسية تقيها الجوع والعطش و المرض، أو لباس يعينها على مواجهة برد الشتاء و حر الصيف وخيمة تلم شتات العائلة، و هو يرى الجاني قد وأد التسامح منذ زمن وجعله أضحوكة؟!
إن الاحتفال باليوم العالمي للتسامح من المفترض أن يحتفل به يوم استرداد الضحية حقها من جلادها، و عند بناء مجتمع دولي عادل لا تمييز لأي مجتمع على آخر مهما كانت الأسباب، و ساعة أن يخلو العالم من أسباب النزاعات التي تؤدي إلى اختلال ميزان العدالة الدولي، فيؤدي إلى أن تنمو جذور الكراهية و الانتقام و الفوضي، ويغدو صاحب الحق منبوذا لا صوت له، و الباطل متحكما فارضا سرديته المزيفة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :